"مزاد الغرام "
كوميدي الساخرة
بقلم بلعربي خالد _ هديل الهضاب
(المكان : ساحة دار الندوة، وقد تحولت إلى قاعة فخمة أشبه بمركز مؤتمرات عالمي. تجلس أم أنس – أجمل نساء الحقبة – على عرش من العاج، بينما يتسابق سادة قريش لإغرائها ليس فقط بالهدايا، بل بشروط وكماليات العصر الحديث: فرق موسيقية، قاعات حفلات، حلويات عالمية، تصوير فيديو، وكل ما يليق بعرس أسطوري.)
الفصل الأول
أبو جهل (يتقدم بخطوات واثقة):
يا أم أنس، أهديكِ سيارة مرسيدس سوداء، مزودة بخيول إلكترونية تحت الغطاء، ولأجل زفافك سأستأجر لكِ قاعة "قريش بالاس" التي تتسع لألفي مدعو، مع فرقة موسيقية مشهورة من بلاد الروم.
أبو لهب (يضحك بسخرية):
مرسيدس؟! تبا لك يا أبا جهل... أنا أهديها عطرًا عالميًا من دار "شانيل الجاهلية"، وسأجلب لها حلويات مشهورة من "باريس البادية"، مع تصوير فيديو بكاميرات حديثة لتوثيق كل لحظة.
أبو سفيان (يرفع صندوقًا لامعًا):
أما أنا فأهديها مجوهرات من أشهر دور العالم، عقدًا من الألماس يضيء الليل كما يضيء الشعر في سوق عكاظ، وسأستأجر لها قاعة "دار الندوة جراند هول" مع فرقة موسيقية من الأندلس.
الحطيئة (ساخرًا وهو يكتب على لوح إلكتروني):
هاهاها... أنتم تهدونها الماديات، أما أنا فأهديها قصيدة هجاء في كل من لم يرضَ بها، لتضحك حتى تسقط من عرشها، وسأجعلها ترندًا عالميًا على "تويتر الجاهلية".
الفصل الثاني
أم أنس (تبتسم بخبث):
أيها السادة، لا يكفيني الذهب ولا السيارات... أريد فرقة موسيقية مشهورة تعزف في زفافي، وقاعة كبيرة للحفلات، وحلويات مشهورة من كل القبائل، والمشروب فاخر، وكاميرات لتصوير فيديو يوثق كل لحظة. من يحقق هذه الشروط يفوز بقلبي.
الخنساء (تدخل بحزم):
كفاكم عبثًا أيها الرجال... الجمال لا يُشترى بالمرسيدس ولا بالعطور، بل يُخلّد بالقصائد والدموع.
أبو جهل (يهمس):
إذن فلنستأجر كل شيء... حتى الحب صار يحتاج إلى "باقة حفلات VIP".
الفصل الثالث
أم أنس (تنظر إلى الجميع):
لقد أعجبتني عروضكم جميعًا... لكن قلبي لن يُفتح إلا لمن يملك أكثر "لايكات" على منشوره في "فيسبوك دار الندوة"، ومن يحقق شروط الحفل العصري كاملة.
أبو لهب (يصرخ):
إذن سأطلق حملة إعلانات ممولة على "إنستغرام الجاهلية"!
أبو سفيان (يضحك):
وأنا سأجلب مؤثرين من كل القبائل ليعملوا لكِ دعاية مجانية!
الراوي (بصوت عميق):
وهكذا، تحولت المنافسة على أجمل نساء الحقبة إلى سباق في الماديات والكماليات، حيث صار الغزل الجاهلي إعلانًا تجاريًا، والحب ترندًا عابرًا في زمن عبثي لا يعرف معنى الوفاء.
