بقلم عربيه عبد
لم يعرف أبي أحفاده من أخواتي.
الساكنات داخل الوطن وخارج حدود الحياة..
لعله أيضاً نسي شكل ووجوه بناته بعد أن كبرن وأصبحن جدات ..
وأصبحن في دائرة الموت ..
كيف سيعرف ان أحفاده واحفاد بناته أصبحوا داخل دائرة الموت أيضاً…
والأحفاد بدورهم لم يعرفوا كيف هو شكل الجد ..وحضن الجد. ..
كيف يفرح ..ويضمهم ..وكيف يغضب من صياحهم وصوتهم وضحكاتهم ..
لم يختبروا. طعم بيت الجد وكيف تكون التجمعات. في العيد. ..وفي يوم ماطر ..وفي ليلة صيفية ..
لم يختبروا الفرح ..ولم يختبروا كيف يكون بيت الجد هو بيت العزاء ..
لم يعرف وجوههم ولا أصواتهم الصغيرة وكيف ينادون عليه سيدوا .. جدي.. سيدي ..
كيف ستكون المناداة..
وبأي نداء ينادونه الان !!!..
أبي يعرف..
يجلس أبي يتلقى التعازي بفقده عائلة حفيدته دون تعليق …بصمت يوشوش من يقترب منه ..
وبصوت خفيف مرتجف ..
الله يرحمهم
أما أنا ..فعاجزة تماما عن أخذ عزاء يليق بهيبة الحدث ..
او مواساة من تبقوا ..اوحتى
مداواةجراح من كسروا …
كثير هذا الفقد ..كبير هذا الوجع
ثقيل هذا الوقت..
ثقيل جداً .. وكأنه يسير فوق قلوبنا ..
وطيور الجنة كثرُ يا الله …
لم نتعافى يوماً ولكننا أجبرنا على تخطي كل هذا وأكثر .
