الشاعر بلعربي خالد _هديل الهضاب
يا لَيلَ لَيلَى، هَل سَمِعتَ أَنِينَنـا الجَـدِيدْ؟
مـا عـادَ عَاشِـقُنـا يُغَنّـي بِالحُـروفِ وَبِالـقَصِيدْ،
أَضْحَى يُرَاسِلُ نَبْضَهُ بِلَمَسَةٍ فَوْقَ الجَمِيلْ،
ويُرْسِلُ الشَّوْقَ الخَفِيَّ بِرِقْمَةٍ تُغْنِي البَرِيدْ.
تَغَيَّرَ الشَّكْلُ، لَكِنْ كُلُّ مَعْنًى لَمْ يَزَلْ،
فَالهَمسُ هَمسٌ، وَالوُجودُ هو الوُجودْ،
قَيسٌ يُنَادِي لَيْلَى مِن صَدَى صَحرَائِهِ،
وَأَنَا أُنَادِيهَا بِوَهْجٍ مِن حُدُودِ المَوجَـهِ البَعِيدْ.
عَنتَرُ يَغْزُو بِالسُّيُوفِ مَحَافِلًا،
وَأَنَا أُحَاصِرُ صُورَتِي فِي الشَّاشَةِ الزُّرْقَاءِ وَالعِيدْ،
هُوَ سَمِعَ النَّبْضَ الحَيِيَّ بِهَمْسِ رِيحٍ فِي الفَلَاةِ،
وَأَنَا سَمِعْتُ حُرُوفَهَا تَجْرِي بِصَوْتٍ كَالمَزِيدْ.
جَمِيلُ بُثَيْنَةَ خَطَّ فِي الرَّمْلِ اسْمَهَا،
وَأَنَا أُخَطُّهُ فِي ضَوءِ شَاشَاتِ الجَلِيدْ،
هِيَ لا تَجِيءُ، وَلَكِنِ الأَثَرُ البَاقِي لَهَا،
نَغْمٌ يُطِيفُ بِقَلْبِ مَنْ يَهْوَى وَيَسْكُنُ كَالـوَرِيدْ.
لَيْلَى الجَدِيدَةُ، لَيْسَ فِي عَيْنَيْكِ مَا يَخْتَفِي،
أَنْتِ الحَدِيثُ المَاضِي، وَالزَّمَنُ الوَلِيدْ،
مَزَجْتِ فِي عَطْرِكِ نَفْحَةَ قَيسٍ الأَبَدِيَّةَ،
وَضَحِكَةَ العَصْرِ الَّذِي لَا يَعْرِفُ التَّقْلِيدْ.
فَإِنْ سَأَلُوكِ مَن أَنَا؟ قُولِي لَهُمْ:
عَاشِقٌ تَأَخَّرَ عَنْ قَافِلَةِ العُشَّاقِ قَلِيلْ،
جَاءَ مِنَ التَّارِيخِ يَحْمِلُ دَمْعَهُ،
وَيَكْتُبُ لَيْلَاهُ فِي العَصْرِ الذَّكِيِّ...
وَيَحْلُمُ كَالأَوَائِلِ فِي زَمَانٍ المستحيل
