قراءة في رواية سيفار الإرث للكاتبة مسيون فوزية شويط.

 


 

بقلم الزهرة.جاب الله /الجزائر.



 من جبال التاسلي إلى جبال القل ترحل بنا الكاتبة ميسون فوزية شويط عبر الزمن في فن أخاذ في أدب الفانتازيا.

كتبت:

- الوقت الذي نمضيه مع من نحب بكل ذكرياته الجميلة أو السيئة يشبه الحلم، هذا الوقت ليس له ثمن، هو يشبه معزوفة من مقطع لا تعرف حقا ان كانت ستجعلك حزينا أم فرحا، طعمها حلو أو حامض، لونها رمادي أم يميل إلى البياض، فقط ستأخذك إلى عالم أنت وحدك من يقرر متى ستعود إليه،  عالم جربت فيه دوما أن تنتمي لشيء ما...إلى الوطن، إلى رأي، إلى حلقة ذكر، أو درس البيانو....

   كإفتتاحية بدأت بها الرواية الكاتبة ميسون شويط المعنونة ب "سيفار الارث" الرواية من نوع الفنتازيا ذات الأسلوب المتزن الحذر.

 تكتب الكاتبة ميسون بالقليل وبوزن وما تريد أن تقوله دون إضافات ولا تمطيط ولا رتوش ولا إطالة، وكأنها تقيس كل جملة من كل ناحية من حيث الطول والنوع والأخلاق الأدبية، فتختصر  لكنها تجيد كتابة الفكرة فتؤدي غرضها الذي أرادته.

  - بين الحلم والحقيقة والواقع والأزمنة الماضي البعيد والحاضر والمستقبل تقفز بنا الكاتبة ميسون بخفة ودقة عجيبة نكاد لا نميز هل مازلنا في الماضي أم عادت بنا إلى الحاضر، عبر بوابات التي يذكرونها في أدب الفنتازيا أنها تفتح ويخترق أبطال رواياتهم الأزمنة ويصبحون في صراع بين البقاء في الحاضر أوالعودة إلى الماضي، أو الموت والتلاشي في ظلام مبهم...

 هكذا بدأت الكاتبة ميسون باحتفال بهيج في قلب مملكة إينور تصف فيه المملكة بحضارتها المدهشة وبناياتها العجيبة التي كانت تزهو بجمال أخاذ وبأنهارها السبعة المتدفقة من كل جهة، وإخضرار الطبيعة وبهجتها بالزهور والثمار، وسعادة أهلها، لكن فجأة يتحول العرس إلى خراب، فتتفنن الكاتبة بتشكيل الحبكة وتعود بنا إلى الحاضر لتصبح شخصيات الماضي من مملكة إينور في الحاضر يصارعون الأحلام الغريبة وغربتهم وهويتهم الضائعة، بين الأزمنة، وحيرتهم لما هم يشعرون أنهم كانوا في مكان ما ولا يستطعون التذكر، لكن الكتاب الغريب كان مفتاح كل اللغز في الرواية، به اكتشفوا أنهم من عالم بعيد ومن مملكة اندثرت في هذا الزمن وعليهم العودة لحفض مملكتهم وارثهم.

 فتتصاعد الأحداث ويسافر البطل اسماعيل الذي هو فالحقيقة كاهيل العريس الذي اختفى يوم حفل زفافة بالملكة، وبعد رحلة طويلة يعدون إلى موطنهم وعبر تلك البوابات تحدث أشياء غريبة لا تصدق لكن في الأخير ينجح في العودة وفك كل الألغاز التي كانت تحيط به من بداية الرواية.

 هو ذلك الأسلوب الذي يتطلب شدّ والانتباه والتركيز واعادة قراءة الفقرة، فلو سهوت للحظة بين الفقرات لن تستطيع التفهم بعدها.

 الكتاب رواية

- نوع الرواية: فنتازيا

- عدد الصفحات: 115

- المؤلفة: ميسون فوزية شويط.

الطبعة :2025 دار إيكوزيوم آفولاي للنشر والترجمة 


إرسال تعليق

أحدث أقدم

Recent in Technology