أنثى برداءٍ متعدّد الأدوار

 


الكاتبة رشا هشام 

ربّما أكونُ العرَّافة، الَّتي تحفّظ تمتماتِ الرُّوح، وترهقها ذاكرتها من شحِّ النِّسيان.


 ربّما أنا العاملة المنْهَكة، الَّتي اتّخذتْ من شجرةٍ ظلّاً لها ، وهمَّتْ بتناول إفطارها، قبل العودة إلى عملها الثّاني . 


ربّما أنا تلكَ العجوزِ ، المستيقظة من الفجر، تتذكّر الماضي ، ولا يسمعُ صدى صوتها سوى جدرانِ منزلها الفارغ . 


ربّما أنا تلكَ الطّفلة المرتبكة، تجلس وحيدةً في البيت ، بعد ذهابِ والديها، لأنَّ المستقبل يستحقُّ التَّضحيةَ بأطفالنا . 


ربّما أنا من تقرأ رسالة حبيبها الأخيرة، وهي تعلمُ مسبقاً

أنَّ الحبَّ مجرَّد خوض تجربة معلومة العواقب . 


ربّما أنا الفاشلة _كما كانتْ تَدعوها أمها_ الّتي تتّجهُ نحو

عيادةٍ نفسيّةٍ بعدَ تدهورِ حالتها، وتمركز الصُّداع في رأسها 

حينما عادتْ للتّفكيرِ بأمرٍ مُنتهى الصّلاحيّة . 


ربّما أنا الإنسانة، الّتي تعيشُ في مكانٍ ما، تُحصي ما تبقّى من مُدّخراتها، وتبحثُ عن عملٍ إضافيٍّ .. 


رُبّما أنا كلُّ ما سبق


 أُنثى برِداءٍ مُتعدِّد الأدوارِ


إرسال تعليق

أحدث أقدم

Recent in Technology