لا زلت أصمت عندما اتالم من أمراً ما.

 


بقلم/ رأفت المـليـكـي. 


لا زلايت أصمت عندما اتالم من أمراً ما، ثم يسألون بهدوء: زعلت؟ فأجيبهم بابتسامة: لا لماذا أزعل، أعلم جيدا أن الحياة ربما تقسوا علينا، وربما يكون الحظ لا يقف بجانبنا في بعض الاحيان.


ولكن عندما ندرك أن كل شيء مكتوب نرضى بالواقع، لا أنكر يوما إني سئمت الحياة، ولا أنكر ضعفي من بعض الظروف، ولكن بداخلي روح تمنحني القوة كلما تذكرت أن الله إذا أحب عبدا إبتلاه. 


عيشوا حياتكم فالأفواه لن تصمٺ، ؤالألسن لن تتوقف، تغيرنا كثيراً أصبحنا لا نعرف عن بعضنا سوى أننا على قيد الحياة، يعجبني الذي يخبرنا بزعله، أو بانزعاجه من تصرف حصل مني، لأنه يفتح لي طرق لتوضيح السبب عكس الذي يكتم. 

 

كونوا صادقين فليس لأعمارنا أوقات مؤجلة للتوضيح، لا يوجد فرق بين لون الملح ولون السكر، كلاهما نفس اللون، لكن ستعرف الفرق بعد التجربة. 


كذلك هم البشر، تعجبني الأرواح الراقية التي تحترم ذاتها وتحترم الغير، عندما تتحدث تتحدث بعمق، وتطلب بأدب وتمزح بذوق، وتعتذر بصدق، لسنا مجبرين على تبرير المواقف لمن يُسيء الظن بنا، من يعرفنا جيداً يفهمنا جيداً. 


فالعين تكذب نفسها إن أحبت، والأذن تصدق الغير إن كرهت، نصادف أناس يحبوننا، وأخرين نحن أحببناهم، احرص على من يحبك، أكثر ممن أحببته، فمن احببته هم نفسهم ليأخذ فقط، ومن احبك هوا نفسه ليعطيك فقط، كن آعمى لكل شيء لا يعجبك، وكن آصم لكل شيء يجرحك. 


يمضي بنا العمر على أبواب الانتظار، تبقى حياتي كما هي لا فرح يكتمل، ولا حزن ينتهي و لا أمل يتحقق، منا من ينتظر فرجا، ومنا من ينتظر شفاء، ومنا من ينتظر غائبا، ومنا من ينتظر سعادة، وهكذا تمضي الحياة دائما في إنتظار أشياء، قد تأتي أو لا تأتي، وما زلنا في انتظار شيء جميل يأتي به الايام فخزائن ربي لا تنفذ.


الحيــاة: رحلة قصيرة نحن نعبرها، نبكي أحيانا، ونضحك أحيانا، ونحزن أحيانا، نلتقي فيها أحبابا، ونودع آخرين، وقد تتجمد مشاعرنا، فلا يكون لصوت مشاعرنا أي صدى بل هنالك أوقات نشعر فيها أنها النهاية. 


ثم نكتشف إنها البداية، وهنالك أبواب نشعر أنها مغلقة ثم نكتشف أنها المدخل لحياة جديدة وأمل آخر نتمناه، هكذا هي الحيـاة تحمل في طياتها الكثير من الأقدار حلم يتحقق، وحلم يتعثر، لقاء بلا موعد وفراق بلا سبب، لا البدايات التي تتوقعها ولا النهايات التي نريدها وهكذا تستمر الحياة. 


وكن متبلد لكل شيء يؤلمك، هكذا تعيش سعيد، الحياة قصيرة جداً لا تستحق الحقد والحسد، البغض  والنفاق، غدا سنكون ذكرى، فقط أبتسموا وسامحوا من أساء إليكم، فالجنة تحتاج قلوبا سليمة.

Post a Comment

أحدث أقدم