بلحظة

 


بقلم لمياء العويد 


بلحظةٍ،

تمنّيتُ أن يخرجَ الحُلمُ من صمته،

أن يمدّ يدهُ لكتفي،

ويقول: لا بأس،

أنا هنا.


لكنّه

كان غريبًا

مثلَ الظلّ في العتمة،

يحضرُ كي يُثبت

أن الغياب... أقرب.


أحببتُهم،

كأنّي أزرعُ نجومًا في جيوبهم،

أمنحهم الوقت

كأنّه لا ينفد،

أنفاسي كانت لهم،

ولم يكونوا يومًا لي.


كتبتُ عليهم كمن يكتب على الماء،

وقرأتُ صمتي

في عيونٍ لا تقرأ.


بلحظة،

فتحتُ النوافذ،

علّ الحنين يصيرُ وطنًا،

لكنّهم مرّوا

كالعابرين في حلمٍ لا يُكمل الصباح،

تركوا الباب مفتوحًا،

والذاكرة... تصفّق وحدها.


بقيتُ،

أعدّ انكسارات الضوء على جدراني،

أرقبُ الثقة وهي تذوب

كشمعةٍ في يدِ غريب.


منذ تلك اللحظة،

صار الوجهُ سؤالًا،

والكلمةُ احتمالا،

والحبّ... مجازًا هشًّا.


ليتني

أخفيتُ الحنين

في تعويذةٍ لا تُفكّ،

في مكانٍ

لا يشبه الذاكرة،

لا يعترف بالخسارة،

ولا يسكنه الندم.

إرسال تعليق

أحدث أقدم

Recent in Technology