"سرى"... حين يكتب الحلم ملامحه



بقلم: لمياء العويد


في "سرى"، لا نقرأ النصوص فحسب، بل نُلامس انشطار الكلمة بين الذات والعالم. المجلة لا تقدّم الأدب كزينة ثقافية، بل كمساحة عبور، كعتبة بين الداخل المشتعل والخارج المألوف. الشعر فيها ليس مجرّد صنعة، بل بحث مضنٍ عن نبرة لم تُستهلك، وعن صورة لا تعكس بل تكشف.


رغم وهج التجارب، تلمح أحيانًا نزعة إلى التجريب غير المروَّض، أو صوتًا يوشك أن يضيع في ضجيج التأثر. وهنا، يبرز دور المجلة لا كمنبر للنشر فقط، بل كجهة تحريرية واعية، تضع النص تحت ضوء مساءلة جمالية ومعرفية.


ثقافيًا، "سرى" تكتب من الهامش دون أن تستعير لغة المركز. وهذا تحدٍّ جريء، لكنه يتطلب وعيًا نقديًا ذاتيًا يعمّق البوصلة لا يكتفي بالإحساس بها. فالمجلة التي تقف على الحافة، إما أن تبتكر لغتها، أو تُعيد إنتاج السائد بهدوء مغاير.


"سرى" ليست ورقًا ولا شاشة، بل حالة. ولكي تستمر هذه الحالة في التوهّج، ربما آن أوان أن تكتب عن نفسها أيضًا، أن تطرح أسئلتها لا فقط أن تُجيب عن أسئلة الآخرين.

إرسال تعليق

أحدث أقدم

Recent in Technology