جابر البراق
في هذا الحيّز الصغير من العالم، لا شيء يستحقُّ المراقبة سوى أنفاسي،
وهي تتخبطُ من جدارٍ إلى جدار، ومن المهد إلى اللّحد.
بالطبع، هذه الغرفة لا تشبه الوطن،
لا تشبهُ غير قلبي المملوء بالجراح.
أنظر إلى النافذة،
والبابُ من خلفي يتّسعُ لخسارةٍ جديدة.
بابٌ كبير، ونافذةٌ أكبر،
لكنّ الخسارة أوسع من كل شيء.
أبكي مع أم كلثوم.
جدرانها خالية من الوطنية والشعارات الكاذبة،
وإن دخلتها مرة، ستعرفني كما أنا،
دون تَصنُّع أو مجاملة،
نظيفة كقلبي،
وترقص معي كل ليلة… عارية.
لكنها تحفزني على الكتابة، والقراءة، والعزف.
غرفتي هي الوطن،
الوطن الذي أجد فيه الرقص والحرية،
رغم يأسه من الوجود،
وفراغه من العمل،
كصاحبه البائس.
عملها؟
مساعدتي في الحب، في البكاء، في الكتابة.
تجلس أمامي القُرفصاء،
وتتحول من كائنٍ ذو أربعة جدران
إلى كائنٍ يمتلك ثلاثين ذراعًا.
تكتب معي،
تحدثني عن نيتشه وأحلامه الكبيرة.
نتنفس نسيجًا خاصًا،
وفريداً.