لقاء



  الشاعرة هناء قاسم


حينَ التقت عينٌ بعينِ حبيبِها


قالت لها الأحداقُ :لا ، لا تذهبي.


ما بينَنا لغةٌ، ولكنّ الجَوى


فَهِمَ الفؤادَ بصمتهِ المتعذّبِ.


لحظاتُ صمتٍ، كم عبرنَّ إلى الهوى


وسكنتُ فيها باحتضانِ الكوكبِ.


هوَ لَم يقلْ شيئًا، ولكنّ الذي 


في طرفهِ أفشَى اشتياقَ المتعبِ.


كم كنتُ أخفي في العيونِ سؤالَهُ .!!


وتجيبني النّظراتُ هيّا فاقرُبي.


أدري بعينِ الحبِّ كيف يبوحُ لي


من دونِ صوتٍ بالهوى المتلهّبِ. 


لا تسألوني ما الذي قد قالَهُ 


فلقد سمعتُ النّبضَ حينَ أطاحَ بي.


هو حينَ مدَّ الطّرفَ نحوي هائمًا


جُنَّ الحنينُ بقلبيَ المتوث


بِ.


وبدا كأنّ الليلَ تأسره الرّؤى.


فيقولُ للنّجماتِ لا لا ترقبي. 


هو حينَ مرّ الحلمُ في أحداقِنا 


أهدى لقلبيَ نغمةً من مُعجَبِ.


وغفا الزّمانُ على يديهِ مسافراً


واذا العيون صدى الحديث المسهبِ


وكأنّ وجهَ الليلِ قد لبسَ الرّؤى


في حضرةِ العشّاقِ لم يتغرّبِ.


وتهافتَت نظراتُ لحظٍ ناعسٍ


في مقلتيهِ، كأنّها لم تُسكَبِ.


 وغَفَت على شفتيهِ ألفُ حكايةٍ


عذراءَ لم تعرف طريقَ المَهرَبِ.


وأنا كأنّي في ارتجافِ تأمّلي 


 أبكي جمالاً بالهوى لم يَكذبِ.


ما بيننا ما قيلَ ، بل لا ،لَم يُقَلْ

يرويهِ صمتُ الوجدِ دونَ تأهّبِ.


نَبني مِن النّظرات صرحَ قصيدةٍ


عبرَ العصورِ كأنّها لم  تُكتَب


حينَ التقى ظلُّ الحنينِ بظلّهِ 

أردى فؤادي باحتراقِ المَطلبِ.


أنا ما عرفتُ الحبَّ دونَ حروفِهِ

فَلَقد سمعتُ النّبضَ في القلبِ الأبيْ.


أنا والهوى كنّا حديثَ قصيدةٍ

أُلقيتُ فيها والنّهايةُ مَذهبي.


إرسال تعليق

أحدث أقدم

Recent in Technology