بقلم: نقاء الطوالبة
في ردهات الانتظار المظلمة، حيث تتراقص ظلال القلق على جدران الصمت،
تتناثر أوراق السير الذاتية كأوراق خريف تتساقط على أرض لا تفرق بين من يستحق ومن لا يستحق.
يحوم التحيز كريح باردة تهمس في آذان القرار،
تُبرمج العيون لتغضّ النظر،
وتمنح الانتباه لمن يمتلك وجهًا مألوفًا، أو اسماً يُحفظ دون سؤال.
ثم يأتي الذكاء الاصطناعي، كعينٍ لا تنام،
ككائنٍ من ضوء وبرق،
ينفث شفرة لا تعرف الرحمة،
يحصد البيانات، ويزرع النتائج،
يحاول أن يُزيح عبء الأحكام البشرية الثقيلة،
لكن هل يستطيع أن ينزعها دون أن يحمل جزءًا منها؟
كل نقرة على لوحة المفاتيح،
كل سطر يُحلل في عمق الخوارزمية،
هو نبض في جسد القرار الجديد،
هو أشعة فجر تسعى لاختراق الغيوم الكثيفة،
لكن الفجر بلا ضوء،
والقرار بلا قلب.
في الجامعات، حيث تنبت بذور المستقبل،
ترى الذكاء الاصطناعي بريق الفرصة،
يُشعل شمعة في زوايا لم يطرقها الحظ من قبل،
يمنح الضوء لمن كان يختبئ في الظلال،
ويرسم جسورًا جديدة بين الكفاءة والاعتراف.
لكن ما زالت الأسئلة تلوح في الأفق،
هل يمكن لخوارزمية أن تسمع صمت الأحلام؟
هل تستطيع أن تلمس خفقات القلوب،
وتفهم أن الكفاءة ليست مجرد رقم،
بل قصة تُروى بصمت،
بصبر،
وبإصرار؟
الذكاء الاصطناعي هو مرآة لقلوبنا،
يُظهر ما نختبئه،
ويعكس ما نغفله،
لكنّنا نحن من نملك المفتاح،
أن نجعله نافذة،
لا قيدًا.
في النهاية، يبقى القرار في يد الإنسان،
في عين تُبصر ما وراء البيانات،
في يد تُمسك بالأمل،
وتعطي لكل موهبة فرصة لتزهر.