الكاتبة حكمت احمد شوقي
الحياة بمفهومها العام ربما تكون قضية فلسفية بحتة لدى البعض ومنها تنطلق بعض التساؤلات ما الفائدة من الحياة ؟ ماالغرض من الوجود ؟ من نحن أولا ؟ من أين يأتي الوعي بالوجود ومن أين تأتي إرادة الخير والشر ؟
فالبعض يرى بأن الإله يمثل معنى الحياة وهنالك من وجد معنى الحياة في الحب والبعض ارتبط لديه مفهوم الحياة بالمال والوظيفة أو السلطة وفي الغالب لكل إنسان تفسير خاص به لمعنى الحياة وفق أهدافه وطموحاته كما يظن البعض أن الإله خلق الإنسان بجوهر خاص ليقوم بطقوس عبادته ومن هنا نجد بأن البعض وجد معنى الحياة بالدين وهنالك من وجدها في الدفاع عن العدالة الاجتماعية والبعض وجدها في السفر والموسيقى أما بعض الفلاسفة الوجوديون ( فقد قالوا نحن مخلوقات تحتاج إلى معنى لكن تم التخلي عنا في كون مليء باللامعنى فنحن نتضرع طلبا لشيء ما دون أن تكون هنالك استجابة لنا ورغم ذلك نستمر بالتضرع وفي مجمل الأحوال قد نطلق على ذلك تعريف العبثية بالنسبة للوجوديون )
ولابد لنا من أن نقسم البشر إلى نوعين نوع يعيش على هامش الحياة ويمارس نشاطه الوجودي كيفما اتفق كونه لا يمتلك أدنى لياقات التفكير الإبداعي والإيجابي والبناء الفكري ونوع آخر يعيش وفق منظور للحياة أكثر عمقا لأنه يتسم بالحكمة والمعرفة والأمل والطموح
عزيزي القارئ فلسفتك في الحياة هي في طريقة تعاطيك مع العالم من حولك ؟ وبأي منطق تعيش ؟ ووفق أي مبادئ تسير ؟ وماهي القيم التي تمتلكها ؟ هل تعمل بالقيم وفق اعتقادك ؟ هل أنت إنسان حقيقي أم مقنع ؟
إن لم تستطع الإجابة على هذه الاسئلة فستبقى غالبا بتعاسة وشقاء وستقضي سني عمرك دون أن تشعر بقيمة الحياة ومن هنا يجب نبذ فكرة بأن الإنسان حيوان ناطق فالإدراك هو جوهر العقل والإنسان يتمتع به منذ البدء وهنالك نظرية فلسفية تقول ( نحن لا نريد شيئا لأننا وجدنا أسبابا له لكن نجد أسبابا له لأننا نريده )
فلننظر إلى اي انسان نريد أن نقنعه بشيء ما كيف نلجأ إلى إثارة مصالحه الشخصية إضافة إلى رغباته هنا ستنتفض انتصاراته القديمة وينسى هزائمه ويستعد من جديد
الخلاصة إن شخصية الإنسان تكمن في إرادته وليس في عقله فالعقل يحتاج إلى النوم والراحة لكن الإرادة تعمل حتى في حالة النوم لذلك فالحياة إرادة وعدوها الأبدي هو الموت