سفعة الحمى

 


مصطفى عبدالملك الصميدي / اليمن

هذيان حلم يَسكُنَني 

يغسل عِمَادي بموج اضطراب

رهبةٌ عالقةٌ على مسامير الخشبات لِسَقفِي

تُفْرِغُ قِطْرَهَا البُرَدَاء شَبَح ارتِهاب... 

حَيَوَات النور تحتَضر 

بطيفٍ انْدَسَّ في أجفانِيَ سَكنا

ثلاثة مائة عام وتسع...

وأنا هنالك جوهر قصة

وحدي بلا أصحاب.


وِسَادِيَ كهفٌ في جوف ليل بهيم

رقيمي ضجعة ما بين غفوة وصحوة 

مسافة الصبح دوني لا انبلاج لها 

جدار من سراب مؤصد الأبواب

وهذا الليل يطويني اعتلالاً 

يسهر بالحزن منسجلاً

والدمع في خَدَّيْه مِدرَار...

لا النوم يَصرِمُ هَذْرة الحلم

ولا الجفن يغفو في سكون

فتذهب الحمى!


لربما الأقدار تكتب قصتي

في طوى المهد ميلاد صفعة 

يُرعِب الأعراب والأغراب!

وَيْحَ مُضْطَجَعِي...

كم بِتُّ أحيَا مَيِّتاً فيه!

أتنفس هَبَّة الريح سرمدا

الزمهرير باسط ذراعيه بوصيدِ غيهبٍ،

يُقَلِّب ذَيْلهُ يمنةً ويسرة..

زحامات الدروب تَتَحمْحَم

صقيع المنايا 

وأنا هنالك مَاكِثٌ أبدا.


عَمِهٌ لا أفيق،

أين القيظ غاب...؟

هل لي بشهاب قبسٍ للدفء؟

أحس أن الشمس لن تزاور عني غدا

لربما القَرّ يعصِرُني في كفن الهزيع ضباب. 



إرسال تعليق

أحدث أقدم

Recent in Technology