احتفاء بمرور عشر سنوات على تأسيسه انطلاق فعاليات مهرجان المفرق للشعر العربي 10 في المكتبة الوطنية

 



عمان - عمر أبو الهيجاء

وسط حفاوة كبيرة من المثقفين والأدباء والشعراء والإعلاميين، انطلقت مساء في المكتبة الوطنية فعاليات "مهرجان المفرق للشعر العربي في دورته العاشرة"، بحضور مندوب وزير الثقافة السيد فراس الضرابعة مدير المكتبة الوطنية وبحضور رئيس دائرة الثقافة في حكومة الشارقة عبد الله العويس ومحمد القصير مدير الشؤون الثقافية في الدائرة ومدير بيت الشعر في مدينة المفرق الأستاذ فيصل السرحان، واشتكل حفل الافتتاح الذي أداره الشاعر خالد الشرمان على افتتاح معرض منشورات دائرة الثقافة في الشارقة من شعر وقصة وروايات وكتب نقدية ومسرح ومجلات، وكذلك معرض الخط العربي، ولوحات تشكيلية للفنان الأردني هشام شديفات، وكمت عرض فيلم قصير عن مسير بيت الشعر بالمفرق منذ تأسيسه وأنشطته الثقافية.

بداية ألقى مدير المكتبة الوطنية السيد فراس الضرابعة كلمة وزارة الثقافة الأردنية قال فيها: يسعدني ويشرفني أن أنقل إليكم تحيات وزير الثقافة مصطفى الرواشدة وتمنياته الصادقة بنجاح هذا المهرجان الشعري العربي العريق الذي يحتفي بالكلمة المبدعة والشعر العربي في تجلياته ويعبر عن عمق التعاون الثقافي بين الأردن ودولة الامارات العربية المتحدة الشقيقة، ومن خلال مبادرة صاحب السمو الشيخ سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة بفتح بيوت للشعر العربي في أرجاء الوطن العربي، وكان أول بيت ضمن هذه المبادرة القيمة بيت الشعر بالمفرق الذي نحتفي به اليوم بمناسبة مرور عشر سنوات على انطلاقته.

إلى ذلك ألقى سعادة عبد الله العويس كلمة أشار فيها إلى أن لكل  بداية ذاكرة راسخة، وللأردن خصوصيّة في الذاكرة الثقافية؛ فمنها انطلقت مبادرة "بيوت الشعر" إلى كافة أنحاء الوطن العربي، وكان بيت الشعر في المفرق، الذي تأسّس في عام 2015، أولى ثمار هذه المبادرة الثقافية الرائدة، التي أطلقها صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة.

وأضاف : ويسرّنا اليوم أن نحتفي بانطلاق الدورة العاشرة، من مهرجان المفرق للشعر العربي من العاصمة عمّان ، استمرارا لمسيرة العطاء، التي جعلت بيت الشعر نموذجا، في المشهد الثقافي العربي، في ظلّ تعاون وثيق، بين دائرة الثقافة في الشارقة ووزارة الثقافة الأردنية، منبثق من علاقات أخوية راسخة، بين دولة الإمارات العربية المتحدة والمملكة الأردنية الهاشمية، برعاية القيادة الرشيدة في البلدين.

لقد قدّم بيت الشعر في المفرق منذ تأسيسه جهودا ثقافية رائدة، ولم يمر عامٌ خلال الأعوام العشرة الماضية، دون أن يترك مهرجانه بصمته الشعرية الواضحة، حيث اعتلى منبره كبار الشعراء، إلى جانب الأصوات الشابة، في مشهد يشي بالإبداع المتكامل. كما يحفل موسمه الثقافي بالعديد من الأنشطة المتميزة، التي تتضمن القراءات الشعرية، والدراسات النقدية الهادفة، إضافة إلى إصدار مجموعات جديدة من الدواوين الشعرية، ليؤكد دوره البارز منارةً للإبداع الشعري والثقافي، في الأردن والوطن العربي.

ويسرنا في هذه السانحة، أن نتقدم بجزيل الشكر والتقدير، إلى وزارة الثقافة الأردنية، على تعاونها الدائم، الذي أثمر تنظيم العديد من الأنشطة الثقافية المتنوعة.

وأتشرف في هذا المقام أن أنقل إليكم؛ تحيات صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، وتمنياته لكم بالنجاح والتوفيق.

مدير بيت الشعر بالمفرق فيصل السرحان في كلمته أكد حين قال: إننا في بيت الشعر في المفرق المنبثق من مبادرة صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي بإطلاق بيوت للشعر في الوطن العربي، كنا قد حظينا منذ انطلاق فعاليات البيت في العام 2015 بمباركة وزارة الثقافة والشراكة الحقيقية المبنية على خدمة المشهد الثقافي الأردني ومكانه المتميز في الشعر العربي المعاصر، ويأتي هذا المهرجان احتفاء بمرور عشرة أعوام على تأسيسه، ونعمل دائما اشراك الأصوات الشعرية الشابة مع الأصوات الشعرية المكرّسة، وعملنا على عقد المؤتمرات النقدية للشعر وشعر الأطفال، ونطمح في المستقبل على استقطاب شعراء من الوطن العربي لإغناء المشهد الشعري والثقافي في الأردن.

إلى ذلك بدأت أولى الجلسات الشعرية فكانت القراءة الأولى للشاعر محمد عياف العموش فقرأ غير قصيدة تغنى بها بالأردن وأمجاده ونصرته للإنسان الفلسطيني والعربي، وكما تغنى بالشارقة ومكانتها الحضارية والثقافية بلغة عالية البناء والمعنى ولاقت قراءته التفاعل مع الحضور.

الشاعر بكر المزايدة قرأ مجموعة من قصائده العمودية ومما قرأ نختار:

"هُزِّي جُذوعَكِ

هُزِّي جُذوعَكِ بالسَّنا فوقَ السَّما 

واسَّاقطي فوقَ الليالي أنْجُما 

و تمايسي خجلًا على وجه الرُّؤى 

فالحسنُ  في عينيكِ طافَ وأحْرَما

يا أختَ هذي الأرضِ يا بنْتَ الدُّنا 

يا غارَ عيسى يا سكينةَ مريَما 

يا مَنْ حنا شوقا لأحمد جذعها 

وكأنها روحا غدتْ تجري دما 

تَتلفَّع الأنسامُ في وَجَناتها  

والريحُ تغفو بينَ معسول اللّمى

تتطاول الأعذاقُ في كبد المدى 

كضفائرٍ فيها السّحابُ تلثما 

وعرائش من عسجد جمَّارها 

في ظلِّها نام الغرام وخيّما 

والشهدُ يقْطرُ من قلائِد تَمْرِها 

من لَذّةٍ شَرِبَ النَّدى وتَيمّما".

أما الشاعر علي الفاعوري قدم أكثر من قصيدة إنسانية ووجدانية ومما قرأ نطالع من قصيدته "الرّاهِب" :

"سأحتاجُ بحرًا 

كي أُديرَ مراكبي 

ونصفَ سماءٍ 

كي أُنيرَ كواكبي

سأحتاجُ موسيقى البداياتِ 

كلَّها 

لأُسكِتَ مِن حولي صراخَ الثعالبِ

وأحتاجُ دهرًا آخرًا 

كي أُعيدَني 

نقيًّا مُعافى 

مِن غُثاءِ الطحالبِ".

أما الشاعر عضيب عضيبات شاعر أخذت قراءته الشعرية جانبا فلسفيا وأمعنت بالحياة والوجود واشتبكت مع الذات الشاعرة وجدل الحياة.

واختتم القراءات الشاعر عبد الرحيم محمود، فقرأ قصائد في الهم الإنساني بلغة مشغولة بتقنية عالية.

واختتمت الأمسية بتكريم المشاركين في اليوم الأول، وتكريم المسؤولين بالشهادات التقديرية.

إرسال تعليق

أحدث أقدم

Recent in Technology