بقلم : سمير موسى الغزالي
نامَتْ عُيونُ الوَرى أَعياهُمُ السَّفَرُ
كَبَتْ عُيونُكَ سُـهداً هَدَّها السَّهَرُ
رِفقاً بقلبكَ فالأَمواجُ عاتيةٌ
بالجدِّ فاسعَ ويأتي الحظُّ والقَدَرُ
لا تُرهقِ النَّفسَ بالكُفرانِ تَحبِسُها
أَخلِص لِربِّكَ تَحظَ أَيُّها البَشَرُ
دَعِ البَهارِجَ والأَوهامَ في لُجَجٍ1
إِِنَّ اليَقينَ لَروضٌ كُلَّه ثَمَرُ
فاطلُبْ نَعيماً مُقيماً ما بِهِ هِنَةٌ
يُنْسى بهِ اللؤمُ والأَوحالُ والكَدرُ
أَبشِرْ بِجَنَّةِ فِردَوسٍ لَها أَلَقٌ
لِلمُحسِنينَ فِعالاً إنَّها قَدَرُ
لَنْ يَبقى في النَّارِ إِلّا كُلُّ جاحِدَةٍ
مِنَ النُّفوسِ وهاكَ الآيُ والسُّوَرُ
فاسبَح طَويلاً إلى عَهدٍ إلى أَمَلٍ
فالظُلمُ إِنْ لَجَّتِ الأَخطارُ يَندَحِرُ
لا تَحسبِ الرَّوضَ ماءً أنتَ شارِبَهُ
طَريقُكَ الصَّبرُ والسّلوانُ والخَطَرُ
النَّملُ يَسعى حَثيثاً في مَشَقَّتِهِ
إلى النَّجاةِ فَما جاعوا وما بَطروا
ادفعْ بِطُهرِكَ عدواناً و عِشْ مَلَكاً
أَو مُتْ شهيدَ العُلا والنَّصرُ مُنتَظَرُ
واحذر دَماً قد رَعى الرَّحمنُ حُرمَتَهُ
فالرّوحُ مُختَصَمٌ والمالُ والحَجرُ
ادفع و بادِر ـ رَعاكَ اللّهُ ـ في نِعَمٍ
إِنْ هَبَّ حَتفٌ أتى مِنْ نِعمَةٍ ظَفَرُ
إَنَّ السَّعيدَ الذي يُرجى تَسامُحه
لهُ على ما مَضى مِنْ سيرَةٍ عِبَرُ
أَفعالهُ دُرَرٌ أَقوالهُ دُرَرٌ
أَخلاقُهُ في الظَّلامِ الشَّمسُ والقَمَرُ
في كُلِّ خافِقَةٍ تُرجى مَوَدُّته
لِكُلُّ نَبضٍ مِن استِغفارهِ سَحَرُ
خِلٌ أَنيسٌ سميرٌ ما بِهِ قَتَرٌ
إلّا على كُلِّ كِبرٍ كُلُّهُ قَتَرُ
تِلكَ النُّفوسُ الّتي إِنْ لامَسَتْ شُهُبا
مِنَ المَغانِمِ لا ما مَسَّها صَعَرُ 2
إِنْ خاصَمتْ سامَحَتْ مُستَلَّةً وَحَراً
طابَ الحُضورُ و طابَ الصَّفحُ والأَثَرُ
البَّرُّ بالعَهدِ والإِخلاصُ دَيدَنُها
نِلتَ الجَوابَ إِذا ما قُلتَ ما الخَبَرُ ؟
الحَظُّ لَيسَ بِأَوهامٍ تُزَيِّنُها
ما الحَظُّ إِلّا بِما قاموا وما مَهَروا
إِنْ تُؤمِنِ الرّوحُ والإِِخلاصُ مَركَبُها
تَسعى صَواباً حَثيثاً بوركَ السَّفَرُ