الشاعرة هنادي الصدر
تعالَ
تعالَ بنا نبكي فيطول البكاء
لقد آنست شعري في الليلة الظلماء..
تعالَ وقمْ بتعنيفي وتأفف
قد ملَّ سهمي غرور الجبناء..
ردَّ اليَّ قواي إني منهارة
مللتني!
وهذا الليل عصي على الكبرياء
إني في تفكير وتعذيب
من هذا الحال
المرأة الشرقية الخرساء...
تعال...
نطلق سراح الدموع
ذاك الجرح لا بد له من دواء
لا يوجد لهذا العصر محكمة..
لا يوجد على طاولة كبدي الأوفياء
تناولت الأيام كأقراص مهدئة
كل يوم تجرعته للصبر ...للعناء
إنه أجر تضحياتي
أواه من معشر الذل ما بين حسادي
الأم باتت شمعة محترقة..
الأم محتلة منفية عمياء
فقد أعطت آخر ما لديها
ثم تولى النور هباء هباء
مراهنة موتي...
قصيدة موقوتة الاستعلاء
أيها الطير الغريق فؤادي
أمن حسنك اتخذت الاتكاء
على أضلع سهادي..
تتنعم على حجر الدعاء
تجرعت لبن معاركي
تتجول كما الأمراء
بين أناملي المعطرة
تتربع القبلات على جبينك
وتنزاح خصلات ذهبية الثراء
لطالما أعددتك ناضجا
من ثورتي وآمال الهناء
من طين نبضي الآسر
من حجرات لهف الأبرياء
لتكن أنت قصيدة
تهزم جراحي المعلقة على الأعداء
تعال...
ردَّ سهم قلبي
إنني لا أطيق جناة نيراني
إذا نزلت كالرماح بليلة ظلماء
خذ وردة دمي
لعلك ترويها من بحر الحياء
قد كنت لك حكمة ترقيك
فما ذنب الورد المخضب بالدماء
ترد مدامعها عنك الشرور
وكان يعبث الخلق أكثرهم
ويلي إني أقاتل وحيدة
في ساحة خرقاء
تبا لجرح القصيدة!
فلتعذريني ...
أضأت أصابعي العشر شموعا
وفجرت آهاتي ينبوعا...
أدعو الله بأن يحفظك ويرعاك..
كل لحظة آثرتك الأقمار..
وفرشت تحتك الحرير
وأطعمتك من رغيف الأتقياء
فما ذنب السرير
إذا ما هزت يد الكون يدي؟
ألهو بتفاصيل قمري!
إنها...
مشيئة الكون تزييف الصغير..
أهز نخيل اصطباري
ليتساقط بلح أدواري
في ساحة الأساطير
ما عاد طفلي صغيرا
سيرتب زوايا أمومتي
إن شئت تحرقها
في موقد ...
إني لا أخاف وأدي
ألقي بقيتي يا ولدي
لقد صاح الشعر والحبر
وانهال بكلمات كالخنجر
أماه الأنيقة الرقيقة
أواه قطعة من وجداني!
أماه أعيدي تفاصيلي
لعلي أكبر!
مالي أراك ولا أراك؟
كأني آنست غيابي
أمد يدي
ألوح لهفة المكلوم....
آه من موالِ
ومن زهرة شبابي...
إذا ما هزت يدي الكون يدي...
بألف سؤال وسؤال؟
وصرتُ يوما يا ولدي
تحت التراب...