الكاتبة ياسمين عنبتاوي
يا صَدى الرُّوحِ، في الأعماقِ، يا سَكَنًا
أَضْحَى الفُؤادُ بهِ، حَيَّانِ، مُؤْتَمَنَا
يا لَيْلَ حُزْنٍ، طَوِيلَ الدَّهْرِ، مُتَّصِلًا
أَضْحَى السَّهَادُ بهِ، في الجَفْنِ مُرْتَهَنَا
تَاهَتْ خُطَايَ، وضاقتْ كُلُّ مَسْلَكَةٍ
وَلَمْ أجِدْ في دُرُوبِ العُمْرِ مُغْتَنَـى
أَشْكو الهُمُومَ لِقَلْبٍ، قَدْ سَقَتْهُ دُمُوعِي
وَقَلْبِي مِنَ الدُّنْيَا، قَدْ غَدَا وَهَنَا
أَشْتَاقُ لِلْفَجْرِ، يَمْحُو كُلَّ غَاشِيَةٍ
وَيُبْصِرُ العَيْنُ نُورًا، كَانَ مُخْتَزَنَا
أَبْكِي زَمَانًا، مَضَى، وَالْحُزْنُ يَأْسُرُنِي
وَالشَّوْقُ يَشْتَعِلُ في القَلْبِ، مُسْتَكِنَا
هَلْ مِنْ مُجِيبٍ لِنِدَائِي في تَضَرُّعِـي؟
أَمْ أَنَّنِي في سُكُونِ اللَّيْلِ قَدْ فُنِيَا؟
أَرَى الْحَيَاةَ سَرَابًا، لَيْسَ يَأْخُذُنِي
إِلَّا لِوَهْمٍ، وَقَلْبِي مِنْهُ قَدْ بَكَا
فَارَقْتُ أَحْبَابِي، وَالدُّنْيَا تُفَرِّقُنَا
وَالْقَلْبُ يَهْفُو لَهُمْ، شَوْقًا وَمَا دَنَا
يَا رَبِّ، أَنْتَ رَجَائِي، أَنْتَ مُلْتَجَئِي
أَغِثْ فُؤَادًا بِدُجَى الْأَحْزَانِ قَدْ سُجِنَا
وَانْظُرْ إِلَى عَبْدِكَ الْعَانِي، وَارْحَمْهُ
وَاجْعَلْ لَهُ بَعْدَ هَذَا الْهَمِّ مُؤْتَمَنَا
