بقلم سليمة مالكي
المشهد الأول
(الشك)
زارتها في يوم كان رماديا وغيمة
تحجب الرؤية عن الشمس
والقضية
شك تسلل إلى قلبها
ونسج قصصا من روية.
كانت شعرة وعطرا أجنبيا
همسات وأحاديث خفية
تقلبات مزاج، برود، وعنجهية...
تسربت الوساوس وحاكت
القصص الدنية
خيالات لأنثى أجنبية
أخذت مكانا قصيا
رمت شباكها
والضحية
ارتمى بحضنها كسبيّة
سلم الوتين وكل مفاتيح
الرعية...
المشهد الثاني
(قارئة الطالع)
جالسة بهدوء وعيون سوداء غجرية
جمال امرأة عربية
بثوب أسود وملامح قوية
طلبت أثرا للضحية...
ناولتها قميصا فيه العطر
الأجنبي...؟
فتمتمت بكلمات وطلاسم
وأحجية،
و رمت بأحجار وودع فارتفعت أبخرة بروية...
اهتزت حبات الرمل من تحت الصبية...
فزعت وقالت: قولي...
أيخونني؟ هل هي امرأة؟
تلك الرخيصة الدنية؟
كانت تحوم حوله؟
كم كنت غبية...!
المشهد الثالث
(التميمة)
أكدت لها الغجرية ما قالت
وكان على أطباق فضية
لم يكن تخمينا ولا حتى نبوءة عبثية
بل كانت تلك كل شكوكها القوية .
عقدت لها التمائم،
وعزمت على الأذية
وطلبت منها مبالغ مالية
خرافية
فحطب الغيرة كان
سخيا... سخيا...
أججته المشعوذة وقالت:
إياك والقلق يا أجمل صبية
سيعود مذلولا، يقبل تراب
قدميك، ويطلب الصفح
ويترك الدنية.
المشهد الرابع
(أثر السحر)
الصبية الغاضبة كانت
تضع الأسحار وتقرأ التمائم
على أكل وشرب
الضحية، وما هي إلا أيام
لتظهر أعراض وأسقام
كانت خفية...
لازم الفراش سقيمًا مغشيا
تسمم من أثر التمائم
المسقية بسموم السحرة
والمردة المبنية .
فتشت أغراضه والقضية
كانت كلها كذبة غبية.
المشهد الخامس
(الندم)
انهارت بلحظة انتقام
كل حياة الصبية
خسرت حبها وحياة كانت
فيها أميرة محمية
وزاد همها أنها كشفت
لعبة دنية
صديقة عمرها
وطفولتها المنسية
خططت لكل تلك التمثيلية
والغجرية كانت فكرتها
منذ البداية، زرعت بذور الريبة
وهدمت جدار الثقة
وسوست لها بسرية
شعرة هنا ورشة عطر
غدت في رأسها وحش الشك
حتى تمكن منها، ودمر ما بنته خلال سنوات حياة كانت سعيدة وسوية.
النهاية
في المشهد الأخير أحرقت كل التمائم
وكل ما يذكرها بالماضي بصديقة كانت مؤذية
تعلمت درسا كان ثمنه غاليا سخيا
ليس كل ما تراه العين حقيقة مقضية
وليس كل صديق يكون قريبا
وجديرا بحسن النية
وليست كل الروايات كما تروى
بل كما حدثت فعلا
وبدون إضافات وأقاويل خيالية
والتميمة كانت ابتلاءًا وفخا مقضيا.
نور القمر
