مصطفى عبدالملك الصميدي| اليمن
فسيحٌ هذا العالم:
واحد وسبعون ماء،
تِسعٌ وعشرون يابسة!
ليس لي من كثير مائهِ
سوى زُرقةٍ لا أراها إلا رسْما،
رغم امتداد الشواطئ!
من قليلهِ ما يهِب من الجبال
آَسِنا...
ومن بَرِّهِ ملاذٌ كما لوْ كان في ثُقبِ إبرة!
لا بأس...
سأصنع عالمي
رسماً في لوحةٍ جداريةِ،
أرسمُ بالرصاص قوسَ قزح،
ومساحة أرض من قطعٍ متجاورات.
سأزرع من "اللالون" ربيعاً مختلفاً ألوانهُ،
وأعكس من اصفرارِ ورقةٍ أشعة الشمس الأولى.
سأنسج من حناجرِ الريح حفيفَ زهرٍ
وتغريدَ بلابلٍ و زيزَ حصاد...
وأمطِرُ من دمعةٍ واحدةٍ شلالاً
ونهراً لا يجف...
ذاتَ حلمٍ، كوَّرتُ من دخانِ سيجارتي غيماتٍ
أرشَفَتها السماء في رفوف حاجتي!
فيا أيتها السماء...
أنا الآن بحاجة إليها،
فمُدِّي بها إلى صدرِ الجِدار
إني بحاجة إليها...
بحاجة إليها،
إنْ لمْ يكنْ هناك مُتَّسعٌ لكائنٍ حيٍّ
يمرُّ تحت ظلالك !
