ألا ليت الحياة

 


 

 الشاعرة  فاتن  ابراهيم حيدر

سورية

ألا ليتَ الزمان يعودُ فينا 

لنجعلَ مِنْ أمانينا مُعينا 


وننهبَ ساعةَ الأحزانِ سعداً

فما للحزنِ أرهقنا سنينا 


(( ألا ليتَ الشبابَ يعود يوماً ))

     لأخبرهُ مِنَ الوجعِ الدَّفينا 


نراجِعُ دَورةَ السَّاعاتِ فيهِ

لنخبزَ لا لنتّهمَ الطحينا 


أمرُّ على مرابعَ ذكرياتٍ

جميلاتٍ خلقنَ بيَ الفتونا 


لياليَ كانَ أهلُ الحبِّ أحلى 

وكانَ الوِدُّ للدنيا مَدِينا 


وكان الخير في الإنسان أعلى 

وكان العشقُ عذرياً أمينا 


فإن بلغَ الجُنونَ بهِ مُحِبٌّ

تكفَّلَهُ الحياءُ بأنْ يصونا 


أمرُّ على مكاتيبي القُدامى

فأحتضنُ المدامعَ والشُّجونا 


وأرنو للدروبِ كمِ احتوتني

ومدرسةٍ غذَت فينا الحنينا 


وكم قلبٍ وسهمٍ في كتابٍ

بناتٌ أوقعت فيها البنينا 


ولم نكبَرْ على همٍّ وغمٍّ

ولم نسلُكْ طريقاً يزدرينا 


ولم نبكِ البلادَ ومَنْ رمَاها 

بمَحرقةٍ دهتنا أجمعينا 


رمتنا في محيطٍ من ظلامٍ

ولم تترك لنا فيهِ سفينا 


ألا ليتَ الحياةَ تعودُ فينا 

لترحمنا  قلوباً  أو عيونا 


وليتَ ... وليتُ عاتبةٌ علينا 

وأبدَتْ نحوَنا الوجهَ الحَرُونا 


لأنّا لم نُقِمْ للُّطفِ طقْسَاً

وصِرنا بالجُحود مكبّلينا 


فيا مولايَ أدركنا بعفوٍ

نحوزُ بهِ السكينةَ والسكونا



إرسال تعليق

أحدث أقدم

Recent in Technology