ديسمبر




بقلم. ريما حمزة _سوريا 


أمحوكَ فإذْ بي أكتبُكَ !

كيفَ سأدخلُ زمنَ البنفسجِ ؟! 

أخافُ أن أجرحَ إحساسَهُ

فرائحةُ أحطابِكَ 

لا زالتْ عالقةً في ثوبي 

لماذا تجلسُ على كُلِّ المقاعدِ ! ؟ 

أطلبُ جريدةً 

فتتصفحُها أنت !.

أطلبُ فُنجاناً 

فتشربُهُ أنت !.

تمشي معصوبَ العينينِ 

والدقائقُ حُبلى بالمجهولِ

كيف انحنينا لشرعيّةِ عينيكَ

وتحلَّقْنا حولَكَ كقبرِ وليٍّ صالحٍ ؟

فأحرقتَ خِيامَنا

واسْتَبَحْتَ من قلوبنا المقدّساتِ

وقتلتَ المصلّينَ !.

نحنُ المكتظّونَ بالأسئلةِ 

على دفاترِ الغبارِ

اليومَ تعتلي منبرَ النهاياتِ 

بثوبِكَ الأكاديميِّ 

وقبّعتِكَ السوداءِ

عاجزاً عن الردِّ 

فلقد تكدّسَ الوطنُ في العراءِ 

أمامَ خِيامِ القبيلةِ

وطعنةٍ من أبناءِ العمومةِ 

وحقدِ اللونِ الأصفرِ 

على ألوانِ الطّيفِ الأُخرى 

فصارَ الوعدُ بعمرِ موجةٍ

وغدا الفرحُ رقصةً

نؤدّيها ونستريحُ


كلُّ الإشاراتِ حمراءُ

هل نتركُ العربةَ ؟ 

أم نُلغي الرحلةَ ؟

سَفَرُنا بينَ هاويتين

لكنَّ الدراويشَ لا زالوا

يزرعونَ الحنطةَ 

ويرقبونَ المواسمَ

والدرويشُ العاشقُ

يُكملُ دورانَهُ حولَ نفسِهِ 

يَهزُّ جسدَهُ هزّاً عنيفاً 

فلا تُناقِشْهُ في أحلامهِ 

فالحُلمُ والحُبُّ 

عَصِيَّانِ على القياسِ 

وكذا الورقةُ البيضاءُ

عندما تختالُ أمامي بثوبها الأبيضِ

ويُغويني القلمُ .. .     


إرسال تعليق

أحدث أقدم

Recent in Technology