بقلم : أ.منال أبولاوي
تفيضُ نفسي بالحديثِ عن فكرةِ الرّضا ..فهي مكسَبٌ للإنسان بحدِّ ذاتِها ..فكم وجدنا من الناس مَن وصلَ إلى القمّةِ ولم يشعرْ بلذاذةِ الرّضا ..وكم وجدنا منهم مَنِ ابتلاهُ ربُّه فصبر ونال العوضَ المُدهش ولذّةَ الرّضا ..
حياتُنا مواقف ..والمواقفُ كفيلةٌ بغربلةِ الصالحِ والطالح ..
الرّضا بلسمُ القلوبِ المُتألّمة ..وجبرُ الخواطرِ الملتهبة ..وسعادةٌ ترتسمُ على شغافِ القلبِ دون عائق ..
وشقيٌّ مَنِ استغنى بنفسِه ..وآثرَ السّخطَ على القناعة …فتحجّرَ قلبهُ دونَ أسباب ..
محرومٌ من أقنعَ نفسَه بفكرة العصيان ..ووجدَ بأسَهُ شيئًا من الحرمان ..
آنِسْ نفسَكَ بلذّةِ القرآن ..وبجبرِ الخواطر ..وتذكر قول عمر بن الخطاب :"كفى بالموتِ واعظًا يا عمر "…
أيقِنْ جيدا …الموتُ حقيقةٌ حتميّةْ لا شكّ فيها ..لترتاحَ نفسُك ..فكُلُّنا ميّتون …وكُلُّنا سواسية ..
قدِّمِ ابتلاءَك على أنَّهُ النعمةُ التي قد مَنَّ الله عليك بها ..فأسعِدْ نفسَك بأجر الصابرين ..ولا تنتظرْ شيئًا من العبد ..بلِ اجعلْ ربّ العباد ملجأَكَ الوحيد ..
ويا لراحةِ الإنسان حين يدركُ فعلًا أنّ الشكوى لغيرِ الله مذلّة!! ..وأنَّ الله وحدهُ هو الكافي للعبدِ وشكواه دون شك..
