الشاعر السوري سهيل علي
رقيبٌ طلّ في الغلسِ
بوجهٍ ضاحيَ الأنَسِ
يذكرني ندامى الأمسِ
ملءَ الكأسِ والقبسِ
وأتاراً وقرطاساً وبوح الناي والجرس
أفكُّ الدنّ مرتبكاً بأختامٍ من الفُرس
بأشواقٍ مبعثرةٍ كأسرابٍ من الحرسِ
ولو أنّ الصّبا بشرٌ وكان بآخر النّفَسِ
يصبُّ عليه آنيةً
فيجري النسغُ في اليبسِ
رويداً يا رقيبَ العين
يا خيطاً من الشمْس
تنقّل ناعم الخطواتِ بين الصحو والنعسِ
فلا تبقي على حلمٍ ولا تلوي إلى خَرِسِ
لأنّ حكاية الأقلام في أنيابِ مفترسِ
يمجّّ الموت من قصبٍ بصمِّ القلبِ منبجسِ
فأيقظ بي رموش الحبّ
في الأكوان وانتبسِ
لعل الله يبعث في جمادي دفقة النّفَسِ
ألمّ شتاتيَ الغافي ليمحوَ ذنبيَ التّعِس
وأحمل مجمر الياقوت بين الثغر واللعسِ
أهدّمُ بارد الأصنامِ في حصنٍ من الحرس
رحابُ الله واسعةٌ ومشكاةُ الهدى قبسي